جماعة “الحوثي” تحول مدارس التعليم إلى منابر دعائية لترديد “الصرخة”:



أسامة عفيف
في خطوة جديدة تكشف مدى تغلغل جماعة “الحوثي”، بمفاصل العملية التعليمية في اليمن، كشفت وثيقة حصرية حصل عليها “الحل نت”، عن توجيهات صارمة من مكتب التربية والتعليم التابع للجماعة، تقضي بإلزام جميع المدارس في مناطق سيطرتها بترديد شعار “الصرخة” الطائفي، بشكل يومي في الطابور المدرسي.  

الوثيقة الصادرة من مكتب التربية في “صنعاء”، تشير إلى أن التعميم يأتي استناداً إلى “مذكرات سابقة” تم تجاهلها، ما يكشف تراجع الاستجابة المجتمعية في اليمن، لدعاية جماعة “الحوثي”، وفقدان فاعلية الخطاب الطائفي داخل المدارس.   

كيف تحولت مدارس اليمن إلى منابر تعبئة طائفية؟  

وعلى ضوء ذلك، فإن جماعة “الحوثي” عادت اليوم بهذا التشديد الصارم على التنفيذ، لتؤكد عمق مشروعها الطائفي الدخيل على الشعب اليمني، مع تهديدات مبطنة لمدراء المدارس، الذين لا يلتزمون بالتعليمات “الحوثية”.

عناصر حوثية
وبحسب الوثيقة، فإن على الطلاب ترديد الشعار الطائفي عبر مكبرات الصوت بشكل يومي، مع تفعيل لجان إشراف وتوثيق للالتزام بـ”الصرخة”، وإعداد تقارير يومية مصورة ترسل لإثبات التنفيذ.   

في هذا السياق، يقول أحد المدرسين لـ”الحل نت” فضّل عدم الكشف عن هويته، “نحن مجبورون على تلقين الأطفال شعارات دينية وسياسية بعيدة عن التعليم، لأن من يرفض يٌصنف على أنه خائن وعميل”.  

“الحوثي” يختطف مدير مدرسة رفض الخضوع  

وفي واقعة جديدة، تؤكد الطابع القمعي لهذا التوجه، أفادت مصادر محلية من محافظة تعز بأن جماعة “الحوثي” اختطفت صباح أمس الأربعاء، مدير مدرسة حكومية في عزلة غٌبرات في مديرية ماوية، بعد رفضه تدريس ملازم طائفية مفروضة على المدارس.   

وتؤكد الشهادات لـ”الحل نت”، أن الأستاذ نُقل إلى سجون سرية في مدينة الصالح، وسط صدمة وقلق بين الأهالي، الذين كانوا يعتقدون أن الاستدعاء للتحقيق لن يدوم طويلاً.

وفي المقابل، اضطر مديرو مدارس آخرون، إلى تدريس تلك المناهج قسراً تحت التهديد والإذلال، وسط صمت وتجاهل من الجهات الأممية العاملة في قطاع التعليم.  

دورات تأهيل طائفي لمدراء المدارس  
مصادر في مناطق محافظة تعز، أفادت لـ”الحل نت” أن جماعة “الحوثي” نظّمت خلال الأشهر الماضية، دورات تعبئة فكرية في منطقة الحوبان، استهدفت مئات مديري المدارس من مختلف المحافظات.   

وجرى خلال هذه الدورات، تلقينهم مضامين أيديولوجية وتحريضية من أدبيات الجماعة، في محاولة لـ”حوثنة” التعليم وإعادة هندسة وعي الطلاب وفق الهوية الطائفية المستوردة من إيران.  

وتحوّل التعليم في مناطق سيطرة جماعة “الحوثي” إلى أداة للتعبئة، بدلاً من أن يكون وسيلة لبناء جيل واعِ ومستنير، في حين يفترض أن ترفع المدارس شعارات التعليم والمعرفة، تفرض الجماعة شعارات الموت والكراهية على أفواه الأطفال صباح مساء.  

ويرى مراقبون، أن استغلال جماعة “الحوثي” لقضية فلسطين، مجرد غطاء لفرض مشروعها العقائدي المستورد، وهو ما يجعل أطفال اليمن يدفعون ثمناً باهظاً من مستقبلهم وحياتهم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال