أسامة عفيف
بينما يشهد اليمن تدهوراً كبيراً وغير مسبوق في الوضع الصحي، تدق المنظمات الدولية ناقوس الخطر، محذّرة من كارثة إنسانية يذهب ضحيتها آلاف الأطفال، بسبب سياسات جماعة “الحوثي”، التي منعت حملات التطعيم، وحرمت مئات الآلاف من اللقاحات الأساسية.
وكشف وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية، الدكتور علي الوليدي، أن جماعة “الحوثي” منعت إدخال اللقاحات إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما تسبب بعودة أوبئة كان اليمن قد تخلص منها منذ سنوات، أبرزها فيروس شلل الأطفال، الذي غاب عن البلاد منذ 2006.
مناطق “الحوثي” بيئة خصبة للأوبئة
وأوضح الوليدي في تصريح لـ”وكالة 2 ديسمبر”، أن اليمن حصل على شهادة خلو من مرض شلل الأطفال، عام 2009، وأن عودته اليوم تُعد “كارثة صحية بكل المقاييس”، محذراً من آثار طويلة الأمد على الأجيال القادمة.
المسؤول اليمني، أكد أن وزارة الصحة اليمنية، طالبت منظمات مثل “الصحة العالمية” و”اليونيسف”، بالضغط على جماعة “الحوثي”، للسماح بحملات التطعيم، لكن الميليشيا لا تزال ترفض، غير مكترثة بمصير ملايين الأطفال.
ففي محافظة ذمار وحدها، ارتفعت حالات الإصابة بالحصبة إلى مستويات تنذر بانفجار وبائي، وفق ما أعلنته منظمة “أطباء بلا حدود”، التي قالت إن فرقها عالجت أكثر من 1400 حالة خلال أربعة أشهر فقط، نصفها لأطفال دون الخامسة.
الطفولة تنزف في تعز..
وأكدت المنظمة، أن عقد من الحرب التي أشعلتها جماعة “الحوثي”، إلى جانب انهيار النظام الصحي، ومنع الجماعة من دخول اللقاحات، كلها عوامل مهدت لعودة الأمراض الفتاكة.
وضع ينذر بانفجار كارثة وشيكة
في تصريح خاص لـ”الحل نت”، أكد تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز، أن منع اللقاحات من قبل جماعة “الحوثي” ليس مجرد خطأ عابر، بل “جزء من الحرب التي تشنّها الجماعة ضد الشعب اليمني”.
وأوضح السامعي، أن عودة أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة إلى اليمن، بعد أن حصلت البلاد على شهادة خلوّ منه من “منظمة الصحة العالمية”، هو دليل على حجم الكارثة الصحية التي تسببت بها ممارسات جماعة “الحوثي”.
وأكد السامعي، أن شائعات جماعة “الحوثي” حول اللقاحات، لا سيما مزاعمها بأنها “أميركية وخطيرة”، لم تؤثر فقط على سكان مناطق سيطرتها، بل امتد أثرها إلى مناطق الحكومة الشرعية، مسبباً حالة من التردد والخوف لدى الأهالي.
وفي تقرير صادم، كشفت منظمة “اليونيسف” أن 242 ألف طفل يمني لم يتلقوا حتى جرعتهم الأولى من اللقاحات الروتينية، وأن الأمراض التي يمكن الوقاية منها، حصدت أرواح 39 ألف طفل، في عام واحد فقط، أي بمعدل وفاة طفل كل 13.5 دقيقة.
وحذرت المنظمة، من تفشي سلالة جديدة من شلل الأطفال، ما أدى إلى إصابة عشرات الأطفال بإعاقات دائمة، ودفع إلى تنفيذ حملة تطعيم طارئة، شملت أكثر من 1.4 مليون طفل، في 12 محافظة.
صحة الأطفال ضحية حرب “الحوثي”
ولا تقتصر الكارثة على الحصبة وشلل الأطفال فقط، بل تشمل أيضا أمراضا مثل الدفتيريا، التي ظهرت مجدداً في عدد من المحافظات.
وبين منع اللقاحات، وحجب البيانات الصحية، يدفع الأطفال اليمنيون ثمن حرب فرضتها جماعة “الحوثي”، التي لا تقتلهم فقط بالأسلحة، بل بالأمراض التي يمكن تفاديها بجرعة لقاح.
وما زالت هذه الشرذمة الخطيرة، تتجاهل كل التحذيرات، وتٌمعن في سياساتها الحمقاء ضد اليمنيين، وتقود إلى المزيد من الوفيات والمعاناة، في بلد بات فيه البقاء على قيد الحياة، أكبر انجاز.
التصنيف :
تقارير