أسامة عفيف
كشفت العملية الأخيرة للمقاومة الوطنية اليمنية، عن جانب خطير من شبكة التهريب الإيرانية، التي تغذي جماعة “الحوثي”، بالأسلحة النوعية والمتطورة، حيث خرج إلى العلن، اسم يعمل في الظل، إنه محمد أحمد الطالبي، المعروف بـ”أبو جعفر الطالبي”، والذي يعد الصندوق الأسود، لعمليات إيران السرية في اليمن.
ويعد محمد أحمد الطالبي، المدرج على قوائم الإرهاب الدولية، منذ عام 2020، العقل المدبر لواحدة من أعقد شبكات التهريب في المنطقة، حيث يقود الرجل شبكة تتبع بشكل مباشر “فيلق القدس” الإيراني، ويدير عملياتها عبر واجهات تجارية وهمية، أبرزها شركة “الهاديا للتجارة” ومؤسسة “الخير للإغاثة” التي تنشط باسم العمل الإنساني.
وينحدر الطالبي من مديرية ضحيان في محافظة صعدة، وهو مدير مشتريات وزارة الدفاع لدى جماعة “الحوثي” ويتبع مساعد رئيس الأركان للشؤون اللوجستية، المدعو صالح مسفر الشاعر، كما يعد المشرف الأول على عمليات تهريب السلاح لجماعة “الحوثي” من إيران.
تطور لافت في أدوات التهريب
وبحسب ما كشفه المتحدث باسم المقاومة الوطنية، العميد صادق دويد، فإن الشحنة التي جرى اعتراضها تمثل الشحنة 13، ضمن سلسلة طويلة أشرف عليها الطالبي مباشرة، والتي تٌظهر تطوراً لافتاً في أدوات التهريب.
وباتت شبكة التهريب هذه، تعتمد على أعلام مزورة، وشحنات مزدوجة الطبقات تُخفي تحت السكر والأدوية، صواريخ حرارية ومعدات تجسس، الأمر الذي يؤكد احترافية هذه الشبكة.
وبحسب المعلومات، فإن الطالبي يشرف على خطوط التهريب، التي تمر عبر مسارات بحرية ملتوية تبدأ من إيران، مروراً بجزر القمر والصومال، وأحياناً عبر سلطنة عمان، لتصل في النهاية إلى موانئ الحديدة، باستخدام زوارق سريعة وتسهيلات تجارية.
مؤتمر صحفي يكشف معلومات سرية عن استخدام “الحوثي” لأسلحة كيميائية خطرة
اللافت في الشحنة الأخيرة، لم يكن فقط تنوع الأسلحة، من صواريخ “غدير” البحرية و”صقر 358″ الجوية، إلى طائرات انتحارية من طراز “معراج 532″، بل أيضاً وجود معدات تجسس إسرائيلية الصنع، ما يشير إلى مستوى متقدم من التورط الاستخباراتي والاختراق التكنولوجي.
مهام أخرى للطالبي في الداخل اليمني
الأخطر، بحسب تحقيقات المقاومة الوطنية، أن الطالبي لا يكتفي بالتهريب، بل يشرف أيضاً على ورش تصنيع داخل اليمن، لا سيما في صعدة، حيث تٌجمع طائرات انتحارية باستخدام مكونات إيرانية، ما يؤكد أن إيران لا تكتفي بالتسليح بل تنقل تقنيات تصنيع كاملة إلى الجماعة.
ورغم نفي إيران مسؤوليتها، إلا أن الوثائق المضبوطة، تربط الشحنة بميناء “بندر عباس”، ما يمثل انتهاكاً صريحاً لقرار مجلس الأمن 2231، وهو ما دفع دويد للتحذير قائلاً، بأن “الطالبي ليس مجرد مهرب، بل قنطرة إيران لتحويل اليمن إلى منصة صواريخ ضد العالم”.
وبينما تتصاعد التحذيرات من خطورة استمرار هذه الشبكة، تبدو الحاجة ملحة لتحرك دولي يٌجفف منابع تمويل جماعة “الحوثي”، التي تُبقي الطالبي وشبكته فاعلين، في قلب واحدة من أخطر الأزمات الإقليمية.