اليمنيون يحتفلون بالذكرى الـ43 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.



قصي خالد مطهر

في الرابع والعشرين من أغسطس من كل عام، يحيي اليمنيون ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، الحزب الذي يعد من أقدم وأبرز القوى السياسية في تاريخ البلاد. هذه المناسبة، التي تحل هذا العام في ذكراها الثالثة والأربعين، لا تقتصر على الاحتفال فحسب، بل تمثل أيضًا محطة للتأمل في مسيرة اليمن السياسية والتحولات التي شهدتها منذ تأسيس الحزب عام 1982.


جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام في مرحلة حساسة من تاريخ اليمن، حيث كان البلد بحاجة إلى كيان سياسي جامع يلتف حوله الناس ويسهم في تعزيز الوحدة الوطنية. ومنذ انطلاقته، رفع الحزب شعارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية، وجعل من تحسين حياة المواطن اليمني هدفًا رئيسيًا له.

وخلال العقود الماضية، ارتبط اسم المؤتمر الشعبي العام بمراحل سياسية مهمة شهدت فيها البلاد تطورات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد. 

ورغم التحديات والأزمات التي واجهها اليمن، ظل الحزب حاضرًا بقوة في المشهد السياسي، محتفظًا بدوره كإحدى الركائز الأساسية في بناء الدولة اليمنية الحديثة.

الذكرى السنوية لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ليست مجرد حدث سياسي تقليدي، بل هي فرصة لليمنيين لاستحضار التضحيات التي قدمها رموز الحزب من أجل بناء وطن يسوده الاستقرار والحرية.

 وهي أيضًا مناسبة للتفكير في المستقبل، وفتح صفحة جديدة أكثر إشراقًا، تستلهم الدروس من الماضي، وتضع أسسًا لمستقبل أفضل يتطلع إليه الشعب.

ويعتبر كثير من اليمنيين أن ذكرى التأسيس تحمل رسالة واضحة: أن العمل السياسي والعسكري معا هو السبيل للخلاص من الحوثي و لحل الازمة اليمنية وفق مصالحة وطنية شاملة و لتحقيق التنمية المستدامة و الامن و الاستقرار، وأن الديمقراطية والحريات العامة هي الطريق لبناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات.

 ومن هنا، يحرص أنصار المؤتمر الشعبي العام على إحياء المناسبة بروح وطنية، مؤكدين أن الحزب لم يكن مجرد تنظيم سياسي، بل مشروع وطني ارتبط بمسار اليمن الحديث.

إن الاحتفال بالذكرى ال43 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام لا يعني فقط استذكار الماضي، بل هو أيضًا دعوة للأجيال الجديدة للمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل اليمن.

 فالمؤتمر الشعبي العام، رغم ما مر به من محطات صعبة، لا يزال يمثل مدرسة سياسية وطنية لها بصمتها في تاريخ البلاد، ولا يزال قادراً على الإسهام في بناء وطن يسوده الأمن والاستقرار.

وفي نهاية المطاف، تبقى هذه الذكرى محطة فخر واعتزاز لكل يمني، ورسالة أمل بأن الغد يمكن أن يكون أفضل إذا ما توحدت الجهود وتكاتفت الأيادي من أجل مصلحة الوطن.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال