موقع تـعـز تـايـم… إعلام منحرف يمزق النسيج الوطني



2025/8/19م

 أ/مطيع.سعيدسعيدالمخلافي.tt

في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة الراهنة من الإعلام الوطني أن يكون منبراً للم الشمل، وترسيخ قيم الوحدة، وتعزيز ثقافة الحوار والمسؤولية، يبرز موقع تعز تايم كنموذج سلبي لإعلام منحرف لا يمتلك أدنى مقومات المهنية، ولا يربطه أي رابط برسالة الإعلام الوطني الهادف.

فالموقع بكل أسف لا يسعى إلى بناء رأي عام مستنير، بل يتعمد زرع الخلافات، وتأجيج النعرات المناطقية، وإشاعة ثقافة العداء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد. وبدلاً من أن يكون أداة للتقريب بين المكونات الوطنية المختلفة، اختار أن يكون أداة هدم وتمزيق للنسيج الاجتماعي، عبر حملاته المنظمة التي تستهدف القيادات الوطنية، وتسيء للهامات والرموز التي كان لها دور مشهود في الدفاع عن الجمهورية وحماية مكتسبات الشعب.

الممارسات التي ينتهجها الموقع لا تعكس أي التزام بالقيم الصحفية أو المعايير المهنية، بل تقوم على أساليب مبتذلة، وحوارات متدنية، ولقاءات موجهة للهجوم على مؤسسات الدولة والمكونات السياسية الوطنية، بهدف بث الفتنة واستدعاء الضغائن والأحقاد التاريخية التي تجاوزها الشعب اليمني في مسيرته نحو المستقبل.

الخطاب العدائي الذي يتبناه الموقع لا يكتفي بالإساءة للرموز الوطنية، بل يمتد للتحريض ضد المشاريع التنموية والتقليل من أهمية المنجزات الوطنية، في محاولات مستمرة لتيئيس الشعب والتشويش على الجهود المبذولة للخروج من الأزمة. بل إن ما هو أخطر من ذلك، أن الموقع يبرر الأعمال الإجرامية، ويغض الطرف عن الممارسات التخريبية، بل ويساندها ضمنياً، ما يجعل منه أحد العوامل المساهمة في إطالة أمد الأزمة اليمنية، ومضاعفة معاناة المواطنين.

ما يثير القلق أيضاً هو أن الموقع أصبح منبراً لأجندات مشبوهة، لا تمت بصلة للقضية الوطنية، بل تعمل على حرف البوصلة الجمهورية، والخروج عن الإجماع الجمهوري، وتبني سياسات تتقاطع مع مصالح الخارج وتتنافى مع تطلعات الداخل.

إن ما ينشره موقع "تعز تايم" من محتوى متدني، يقوم على السب، والشتم، والتجريح، يمثل إساءة للإعلام الوطني برمته، ويضعه في خانة الأدوات التي تعمل ضد الوطن والمواطن. لقد أصبح هذا الموقع رمزاً للإعلام المنحرف والمشبوه، الذي يؤدي دوراً تخريبياً واضحاً، وينبغي التنبه لخطورة خطابه، وتحصين المجتمع من تأثيراته السلبية.

إن الإعلام الوطني مسؤولية، ومن يتخلى عن هذه المسؤولية لصالح الأجندات الخاصة والمصالح الضيقة، إنما يساهم في إطالة معاناة الشعب، ويقف حجر عثرة أمام مشروع الدولة الوطنية الجامعة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال