طيب رشاد.
مازالت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تعج بمقاطع من كلمة رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ سلطان سعيد البركاني في المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) بالتعاون مع الأمم المتحدة في جنيف أواخر يوليو المنصرم.
فلسطينياً وعربياً ومحلياّ مازال مغردون يتداولون مقاطع من كلمة الوفد البرلماني اليمني التي ألقيت مؤخراً في مؤتمر عالمي بمدينة جنيف السويسرية ورأى مغردون أن الكلمة لاقت رواجاً واسعاً بين الأوساط الشعبية اليمنية والعربية نتيجة غياب الصوت العربي الرسمي واختفائه بين دهاليز السياسة والمواقف الجبانة ، حيث جاءت كلمة البركاني كصوت يعبر عن آمال الشعوب الحرة حين خذلها حكامها في ظل أجواء قاتمة تعيشها المنطقة.
وقال محللون أن كلمة البرلمان اليمني كانت هي الأقوى والأوضح والأكثر جرأة بين ممثلي برلمانات العالم وحملت في طياتها دلائل ورسائل سياسية لصناع القرار العالمي إذ وجه البركاني نداءً إلى البرلمانات العالمية بصوت واضح للتحرك خارج "إطار الإدانة الكلامية"، معتبرًا أن الصمت "شراكة ضمنية في الجريمة" وتساءل "إلى متى الصمت وغزة تنزف والأطفال يقتلون والمستشفيات تقصف والعدالة تصمت".
ووصف أصحاب ورواد منصات مواقع التواصل الاجتماعى بأن الكلمة كانت عبارة عن خطاب دولة وصوت شعب إذ حملت في طياتها رسائل إنسانية وسياسية قوية ووضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه معاناة الشعب اليمني، والانتهاكات المستمرة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية.
الكلمة التي ألقاها الشيخ سلطان البركاني أمام أكثر من 140رئيس برلمان وممثل دولة على مستوى العالم اشارت لمعاناة الشعبين اليمني والفلسطيني باعتبارهما قضيتان انسانيتان عالميتان تتشابهان في كثير من الظلم والجبروت حد تعبيرهم.
هذا وكانت مقاطع مقتبسة من الكلمة تصدرت عدداً من صفحات الناشطين والسياسيين العرب الذين وصفوا خطاب البرلمان اليمني في المؤتمر العالمي بأنه "خاطب ضمير العالم" إذ جاءت متسقة مع نبض الشعوب العربية ، فيها صدق المأساة وصدق الموقف." كما قالوا.
وبينما تستمر ردود الأفعال على الكلمة في الداخل والخارج نشر وغرد صحفيون وسياسيون ومواطنون في صفحاتهم عن كلمة بلادهم في جنيف وقالوا إن مشاركة الوفد اليمني في جنيف أكدت حضور اليمن الرسمي في المجتمع الدولي وأعادت تشكيل صورة اليمن في الخارج لا بوصفه مجرد ضحية، بل صاحب قضية وصوت مؤكدين في الوقت ذاته أن الخطاب ارتقى إلى مستوى التمثيل العربي في المنابر الدولية باعتبار أن كلمة رئيس مجلس النواب اليمني تعبر عن نبض الشارع العربي وتمثله وتعد من أبرز الكلمات التي عبّرت عن الموقف العربي الجامع تجاه قضايا الأمة.
وكان البركاني رفع بكلتا يديه أمام الحضور صوراً مأساوية لأطفال غزة مخاطباً ضمير العالم "هاأنذا من هذا المنبر أرفع إليكم هذه الصور كصرخات دامية للفقر والمجاعة، وللتجويع المتعمد، وللقتل الذي صار خبزًا يوميًا في موائد أطفال غزة.
هي صور لا تطلب عطفًا، وإنما تحاكم ضمير هذا العالم المترف بالصمت"
وأما محلياً فرأى سياسيون وناشطون أن البركاني استطاع تصدير القضية اليمنية إلى الواجهة من جديد عبر منبر دولي إلى جانب القضية الفلسطينية ، حيث اشار في كلمته إلى الصلف الحوثي بانقلابه المشؤوم وإلى الجرائم التي طالت نواب البرلمان المنتخبين والحصار المفروض على بعض المدن اليمنية.
وعلى رغم تباينات الشارع اليمني وتوجهاته إلا أن كلمة البركاني في محفل دولي جمعت الفرقاء السياسيين والقواعد في هم واحد وهدف مشترك وعدو لا يقبل القسمة على اثنين ، إذ عبرت الكلمة حد وصفهم عن الهم الجمعي ومحاربة الانقلاب .
وكان البركاني ندد بحرقة في كلمته عن الغارات التي تشنها اسرائيل على غزة وفلسطين وسوريا ولبنان وأعطى للقضية اليمنية حقها قائلاً: "يحاصر بلد بأكمله، ويجوع الأطفال، وتنهك البنية التحتية، وتفرض عليه هوية غريبة تجرده من هويته القومية والدينية والتاريخية، وتتحكم في مقدراته عصابة مارقة ما دون الدولة، ترعاها للأسف إيران، وتمارس عربدتها في الإقليم" .
ولم يكتفِ رئيس مجلس النواب بالتنديد والشجب بل خاطب القوى العظمى والعالم والإقليم من التدخلات الإيرانية في المنطقة ودعمها لعصابة تعيث في الأرض والبحر الفساد ، وحذر من تداعيات القرصنة في البحر الأحمر وعلى أهم ممر مائي في العالم وخطرها على السلم والأمن الدوليين مشيراً إلى أن عصابة الحوثي المدعومة من إيران صارت "تعتدي على البحار، وتعطل المصالح الدولية، وتتسبب في أعباء على الإنسانية في كل مكان"
التصنيف :
كتابات واراء