الإرياني يشارك في جلسة "الثقافة والعمل المناخي" ضمن مؤتمر "موندياكولت 2025" ويؤكد: الثقافة أداة صمود وسلام وشراكتنا مع العالم مستمرة رغم التحديات:


شارك معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة، الأستاذ معمر بن مطهر الإرياني، اليوم، في الجلسة الخاصة بـ"الثقافة والعمل المناخي | الحقوق الثقافية | الثقافة، التراث والأزمات"، ضمن أعمال المؤتمر العالمي لليونسكو للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة "موندياكولت 2025"، والذي تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية، بمشاركة رفيعة من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة في المجال الثقافي.

وفي كلمته، أكد معالي الوزير أن مليشيا الحوثي الإرهابية مستمرة في انتهاك القوانين والأعراف الدولية من خلال احتجاز أربعة من موظفي منظمة اليونسكو منذ عام 2021، إضافة إلى عشرات العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية، داعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، وإدانة هذه الممارسات التي تستهدف الثقافة ومن يعملون على حمايتها.

وأشار إلى أن هذا الاحتجاز يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولحصانة موظفي الأمم المتحدة، مطالبًا المجتمع الدولي بالتضامن مع اليونسكو ورفع الصوت عاليًا في وجه هذه الانتهاكات التي تمس جوهر العمل الثقافي والإنساني.

وحذر الإرياني من استخدام مليشيا الحوثي للمواقع الأثرية كمخازن للأسلحة ومخابئ عسكرية، في انتهاك صارخ لحرمة التراث الإنساني العالمي، ما يهدد بتدمير إرث لا يخص اليمن وحده، بل يمثل جزءًا من الذاكرة الإنسانية المشتركة.

وفي سياق حديثه عن الأضرار التي لحقت بالمواقع التاريخية في اليمن، أوضح أن الحرب والإهمال خلفا دمارًا واسعًا في عدد من المدن والمواقع الأثرية، مؤكدًا أن الجهود الوطنية والدولية أسهمت في ترميم العديد منها. وثمّن في هذا الإطار دعم المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الثقافة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إلى جانب الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو.

وشدد الإرياني على أن الثقافة لم تعد مجرد رافد من روافد الهوية، بل أصبحت بوصلة إنسانية توجه استجابات الشعوب للتحديات الكبرى، وفي مقدمتها تغير المناخ، والنزاعات، والكوارث الطبيعية. مؤكدًا أن الثقافة تمنح الشعوب القوة والمرونة في مواجهة الأزمات، وتحافظ على التماسك الاجتماعي، وتلهم الحلول المحلية وتعزز روح الانتماء.

وأشار إلى أن تجربة اليمن أكدت أن الثقافة كانت ولا تزال أداة صمود وسلام حتى في أحلك الظروف، التي فرضها انقلاب مليشيا الحوثي، وما نتج عنه من أزمات إنسانية واقتصادية ومناخية متداخلة، حيث ظلت الثقافة رمزًا للأمل وجسرًا للتواصل مع العالم.

كما أشاد معالي الوزير بالاتفاقية الموقعة بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسهمت في استعادة عدد من القطع الأثرية المنهوبة، معربًا عن شكره للحكومات الفرنسية والسويسرية والبريطانية على دعمها لجهود اليمن في هذا المجال. ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى توقيع اتفاقيات مماثلة مع وزارة الثقافة اليمنية لتعزيز استعادة الآثار والتصدي لشبكات التهريب التي تموّل أنشطة المليشيا الحوثية الإرهابية.

وفي ختام كلمته، دعا الإرياني إلى تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث المهدد جراء النزاعات وتغير المناخ، ودعم المبادرات المحلية المستندة إلى المعارف التقليدية، والاستثمار في الثقافة كأداة للسلام وبناء الجسور بين الشعوب.

وأكد أن الرهان على الثقافة هو رهان على المستقبل، وعلى قدرة الإنسانية في بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة، رغم ما يواجهه من أزمات وتحولات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال