وسّعت شركة NMDC نطاق عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا
تأسست "مجموعة الجرافات البحرية الوطنية" NMDC عام 1976 وتتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، وتمكنت منذ ذلك الحين من ترسيخ مكانتها باعتبارها واحدة من أبرز الشركات الرائدة في قطاعي الصناعة والطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
وتقدم الشركة، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، خدمات الهندسة والتوريد والبناء البحرية للمشاريع البرية والبحرية.
على مدار نحو خمسة عقود، وسّعت NMDC نطاق عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا، لتصبح لاعبًا محوريًا في مشاريع البنية التحتية والطاقة حول العالم.
أداء مالي قوي خلال النصف الأول من 2025
اعتبارًا من 30 يونيو/حزيران 2025، أعلنت المجموعة عن رأسمال سوقي بلغ 5.7 مليار دولار، إلى جانب تسجيل صافي ربح قدره 490 مليون دولار خلال النصف الأول من العام، بزيادة سنوية نسبتها 20%.
وبلغت الإيرادات خلال الفترة نفسها 3.65 مليار دولاv (13.4 مليار درهم إماراتي)، محققة نموًا بنسبة 10% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.
كما سجلت المجموعة أصولًا إجمالية بقيمة 9.9 مليار دولار، ومحفظة مشاريع تتجاوز قيمتها 18 مليار دولار، ما يعكس الطلب المستمر على خدماتها وانتشارها الواسع في أسواق رئيسية تشمل الإمارات والسعودية ومصر وقطر وعمان والكويت والهند وجزر المالديف وتايوان.
ويقود الرئيس التنفيذي للمجموعة، ياسر زغلول، مرحلة من التوسع المتسارع والتنويع التشغيلي. وتحت قيادته، احتلت مجموعة الجرافات البحرية الوطنية المرتبة 48 ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط لأقوى 100 شركة مدرجة لعام 2025، فيما نال زغلول التقدير ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط لأفضل الرؤساء التنفيذيين لعام 2024، محتلًا المركز 17.
وفي مايو/أيّار 2025، دخلت المجموعة في شراكة استراتيجية مع شركة Jiangsu Juxin Petroleum Steel Pipe بهدف استكشاف فرص تصنيع مشترك، تمهيدًا لإنشاء منشآت تصنيع داخل دولة الإمارات على المدى الطويل.
تزايد اهتمام شركة NMDC للطاقة بالمملكة العربية السعودية، التابعة للمجموعة، حيث تسعى الشركة لتعزيز وجودها في السوق الصناعي عبر مشاريع استراتيجية واستثمارات موسعة.
وفي مطلع العام الجاري، افتتحت الشركة ساحة تصنيع بمساحة 400 ألف متر مربع في رأس الخير، ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة. وتتمتع الساحة الجديدة بأنظمة آلية وطاقة إنتاجية تصل إلى 40 ألف طن سنويًا، ما يعزز دعم المشاريع البحرية والبرية في المملكة.
وتتماشى هذه الخطوة مع جهود السعودية في توطين الصناعات ضمن برنامج "اكتفاء"، كما تمثل جزءًا من خطة NMDC لتوسيع عملياتها في القطاعات الحيوية محليًا.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، استثمرت NMDC للطاقة أكثر من 1.3 مليار دولار (ما يعادل 5 مليارات ريال سعودي) في الاقتصاد السعودي.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت الشركة عن تمديد اتفاقيتها طويلة الأجل مع شركة أرامكو السعودية، والتي أُبرمت لأول مرة في 2016، لمواصلة تقديم خدمات الهندسة والمشتريات والتركيب البحري داخل المياه الإقليمية للمملكة.
طرح عام أولي ناجح وتوسعات في الإمارات
وفي مايو/أيّار، وقّعت NMDC للطاقة مذكرة تفاهم مع شركة Shanghai HiLong Shine New Materials، لاستكشاف فرص مشاريع مشتركة في مجال الطلاء والمواد، سواء في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.
إلى جانب نشاطها المتزايد في السعودية، واصلت NMDC للطاقة استثماراتها داخل دولة الإمارات، عبر تطوير منشآتها في أبوظبي، بما في ذلك تحديث ساحتها في منطقة المصفح بقيمة 54.4 مليون دولار، وتوسعة موقعها في مدينة خليفة الصناعية الرابعة، ما ضاعف قدرتها على طلاء الأنابيب.
وتتوافق هذه الجهود مع الاستراتيجية الصناعية لدولة الإمارات، التي تتجسد من خلال مبادرات مثل "اصنع في الإمارات"، الهادفة إلى تعزيز توطين التصنيع وبناء سلاسل توريد متكاملة.
وفي أول إدراج لها، ظهرت NMDC للطاقة لأول مرة في قائمة فوربس الشرق الأوسط لأقوى 100 شركة مدرجة لعام 2025، محتلة المرتبة 82، بعد أن أتمّت طرحًا عامًا أوليًا في سبتمبر/أيلول 2024 في سوق أبوظبي للأوراق المالية، جمعت خلاله 877 مليون دولار (3.22 مليار درهم إماراتي). وتجاوز الاكتتاب في الطرح، البالغ 1.15 مليار سهم، نحو 31.3 مرة، بإجمالي طلبات بلغ 24 مليار دولار (88 مليار درهم إماراتي).
وفي النصف الأول من 2025، أعلنت NMDC للطاقة عن ارتفاع صافي أرباحها بنسبة 16% على أساس سنوي ليصل إلى 158.8 مليون دولار، فيما قفزت الإيرادات بنسبة 41% لتبلغ 2.2 مليار دولار. كما بلغ إجمالي أصول الشركة 5 مليارات دولار في يونيو/حزيران 2025.
مشاريع دولية كبرى
خارج منطقة الخليج، تواصل المجموعة بناء محفظتها العالمية من خلال مشاريع استراتيجية في أسواق رئيسية. ففي تايوان، فازت شركة NMDC للطاقة، في يناير/كانون الثاني الماضي، بعقد تبلغ قيمته 1.136 مليار دولار من شركة تايوان للطاقة، يتضمن تركيب خطوط أنابيب تحت البحر وأعمال تجريف ضمن المرحلة الثانية من مشروع تجديد محطة تونغ-هسياو للطاقة.
يشمل المشروع مدّ 111 كيلومترًا من خطوط الأنابيب البحرية، إلى جانب معالجة أكثر من 6 ملايين متر مكعب من أعمال التجريف، وهو ما يعكس قدرة NMDC على تنفيذ مشاريع بنية تحتية معقدة خارج نطاقها الجغرافي التقليدي.
إلى جانب ذلك، تسعى الشركة إلى تعزيز قدراتها الإقليمية في تصنيع خطوط الأنابيب، من خلال اتفاقيات تعاون مع شركة Shanghai HiLong Shine New Materials الصينية، بالإضافة إلى شركة الغربية التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها.
ومن خلال ذراعها للخدمات اللوجستية والفنية، شركة NMDC LTS، وقّعت المجموعة سلسلة اتفاقيات مع شركات صناعية صينية بهدف تطوير القدرات الإنتاجية المحلية داخل دولة الإمارات. وشملت هذه الاتفاقيات خططًا مع شركتي Chaoda وJiangsu Huaying Valves، وُقعت في مايو/أيّار الماضي، لتأسيس مشاريع مشتركة في الإمارات.
التحول الرقمي يدعم كفاءة العمليات وسلامة الطواقم
تتبنى مجموعة الجرافات البحرية الوطنية تقنيات متقدمة على مستوى جميع أقسامها لتعزيز السلامة التشغيلية ورفع كفاءة الأداء. تشمل هذه التقنيات استخدام التوائم الرقمية لنمذجة الأصول، والمركبات التي تُشغّل عن بُعد لأغراض التفتيش تحت الماء، بالإضافة إلى تقنيات الواقع الافتراضي التي تُستخدم لتدريب الطواقم على التعامل مع حالات الطوارئ.
ويعتمد القسم البحري في الشركة على أجهزة محاكاة متطورة تتيح تدريب مشغلي التجريف في بيئات واقعية، ما يسهم في رفع مستوى الاستعداد والسلامة. وفي الوقت ذاته، عززت شركة NMDC للطاقة معايير السلامة من خلال نظام كشف النقاط العمياء، الذي يستخدم كاميرات بزاوية 360 درجة ولوحات معلومات ذكية لتقليل مخاطر التشغيل.
ويعكس هذا التوجه التحولي انتقال المجموعة من كونها شركة مقاولات بحرية إلى مجموعة صناعية خليجية متعددة التخصصات، توسّع نطاق أعمالها في المملكة العربية السعودية وتتعاون مع شركاء في آسيا، بهدف تحقيق نمو مستدام طويل الأجل
التصنيف :
الاقتصادية