شهدت محافظة تعز، وتحديداً مديريتا خدير وماوية، موجة تصعيد خطيرة من الانتهاكات التي نفذتها مليشيا الحوثي خلال شهر يوليو 2025، استهدفت بالدرجة الأولى المعلمين والأئمة والكوادر النقابية، في إطار حملة ممنهجة لقمع الحريات الدينية والمدنية، وفرض الأجندة الطائفية بالقوة.
وبحسب المحامية وقاضي التحقيق إشراق المقطري @EshraqAlmaqtari نفذت المليشيا يوم 23 يوليو حملة اعتقالات جماعية في مديرية خدير جنوب شرق تعز، طالت شخصيات تعليمية ونقابية وأعضاء في المجالس المحلية، حيث تم اقتيادهم إلى سجن الصالح في الحوبان، وهو أحد أسوأ مراكز الاحتجاز الحوثية.
أبرز المختطفين من خدير:
– سليمان محمد قاسم المشرع (عضو مجلس محلي)
– عبدالاله عبدالرب عثمان السلمي (معلم)
– عبدالسلام قائد الجرادي (موجه رياضيات)
– عبدالسلام محمد غالب السلمي (مندوب نقابة المعلمين)
– محمود احمد سعيد العراصي (موجه إدارة مدرسية)
– حسن ردمان هاشم القباطي (خطيب وموجه)
– عبدالرحيم احمد عبدالرحيم (موجه إسلامية وخطيب مسجد)
وفي 29 و30 يوليو، نفذت المليشيا حملة اختطاف في مديرية ماوية شرقي المحافظة، طالت تسعة مواطنين من بينهم معلمون وأئمة مساجد، تم اقتيادهم إلى جهات مجهولة دون أي مسوغ قانوني.
أبرز المختطفين من ماوية:
– رضوان عبيد عبدالمهيمن
– جمال قائد سعيد
– نجيب عبده أحمد
– جلال قائد المهاجري
– حسن سيف الشرعبي
– منصور ناصر الزراعي
– محمد ناشر الحمري
– صلاح عبدالفتاح منصور
– عبدالوهاب محمد قايد
وفي تصعيد خطير للحريات الدينية، أقدمت المليشيا يوم 31 يوليو على اقتحام مسجد "السنة" التابع للسلفيين في سوق السويداء بمديرية ماوية؛ وذكرت المقطري أن عناصر المليشيا فتشت هواتف المصلين وطردت إمام المسجد "مشير الشرعبي" قبل أن تعيّن أئمة قادمين من صعدة، في خطوة تكشف عن مساعي حوثية لفرض وصاية طائفية كاملة على المساجد.
وترى المقطري أن هذه الانتهاكات تأتي في سياق تصعيد عقائدي ممنهج، خصوصاً بعد جريمة مقتل الشيخ "حنتوس" في محافظة ريمة، والتي استخدمتها المليشيا كذريعة لفرض قبضتها الأمنية على المديريات الواقعة تحت سيطرتها في تعز.
وتؤكد التقارير الحقوقية أن هذه الحملات تهدف إلى:
– تقويض التعليم المدني وتحويله إلى أداة تعبئة طائفية
– إرهاب المجتمع الديني عبر استهداف الأئمة
– إسكات الأصوات النقابية والكوادر المستقلة
الشبكة اليمنية للحقوق والحريات @alshbkh_20 أدانت هذه الممارسات، وأكدت أن تصاعد حملة الاختطاف تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، محذّرة من كارثة تربوية وإنسانية تهدد مستقبل التعليم في اليمن.
وطالبت الشبكة ومعها المحامية المقطري، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المختطفين، ووقف كافة أشكال الاستهداف ضد المعلمين والأئمة، داعين الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى:
– فتح تحقيقات مستقلة وشفافة
– الضغط على مليشيا الحوثي لوقف تسييس التعليم وفرض المناهج الطائفية
– إدراج هذه الانتهاكات ضمن التقارير الدورية الدولية
تكشف هذه الحملة المتصاعدة في تعز عن نية الحوثيين إلغاء أي مساحة مدنية أو دينية مستقلة، وتحويل المؤسسات التعليمية والدينية إلى أدوات خاضعة لمشروعها الطائفي.. ويشكل الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم محفزاً لاستمرار القمع ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه ما يتعرض له ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين.
التصنيف :
تقارير